سنتحدث في هذا المقال عن تساقط الشعر وهاجس الصلع عند النساء، فالشعر هو عنوان زينة المرأة ومصدر اعتزازها وفخرها بنفسها، وحينما تجد أنه بدأ يتساقط حتى لو تساقط بسيط يتبادر إلى نفسها الشعور بالقلق والتوتر ويؤثر ذلك على نفسيتها لأنه يعطي لها إحساساً بالخوف من فقدان الشعر تدريجياً إلى أن تصل إلى الصلع.

وهنا يتبادر إلى ذهنها عدة أسئلة منها : ما سبب حدوث تساقط الشعر لديها في سن مبكر؟ ما سبب تلازم تساقط الشعر مع فترة الرضاعة؟ هل تساقط الشعر سيستمر حتى تصاب بالصلع؟ هل النظام الغذائي مرتبط بمشكلة تساقط الشعر ؟

الصلع أسباب وعلاج

وقبل الحديث عن تشخيص وعلاج الصلع والفرق بين الرجال والنساء في تساقط الشعر ، يجب علينا أن نوضح أسباب الصلع و تساقط الشعر .

والسبب الرئيسي للصلع عند كثير من الناس هو اجتماع العامل الوراثي مع حدوث خلل في الهرمونات ويمكن أن ترجع أسبابه أيضاً إلى نقص الزنك والحديد أو اختلال عمل المعدة والأمعاء أو الأنيميا كما يمكن أن يرجع سببه لعدة أمراض منها تصلب الجيد وأمراض الجهاز الهضمي والذئبة الحمراء وغيرها من الأمراض…… إلخ

وهنا نقدم لكِ سيدتي الإجابات عن بعض التساؤلات حول الصلع و تساقط الشعر لعله يفيد في معرفة أسباب وعلاج الصلع، ولا بد على كل امرأة تحديد بداية مشكلة تساقط الشعر وكلما أمكن اكتشاف المشكلة مبكراً كلما كان ذلك أفضل في العلاج أي مرحلة ما بين البلوغ والشباب أو مرحلة ما فوق الخمسين، وقد أشارت إلى ضرورة الاهتمام بالعامل الوراثي وعدم إهماله إذا ثبت أن له تأثير قوي على الحالة.

أسباب تساقط الشعر الذي يؤدي على الصلع :

نؤكد على ضرورة معرفة أسباب هذه المشكلة حتى يتم الوصول لوسيلة العلاج بشكل صحيح والتخلص من التساقط، وقد ذكرت أن الكثير من الدراسات تشير إلى أن تساقط الشعر يمكن أن يرجع إلى عدة عوامل داخلية مثل الإصابة بمرض الغدة الدرقية والغدة الصنوبرية ومرض السكري ومرور المرأة بفترات الحمل والرضاعة، وهناك أيضاً بعض الأدوية التي تسبب تساقط في الشعر مثل مضادات التجلط وهرمون الغدة الدرقية وأملاح الثاليوم أو استخدام المواد الكيميائية على الشعر أو حرق الشعر عند استخدام مواد فرد الشعر أو إصابة الرأس بجروح عميقة وحروق نتيجة الحوادث هذا قد يؤدي إلى تلف بصيلات الشعر ومن ثم الصلع.

الفرق بين الرجال والنساء في تساقط الشعر :

هذا السؤال يتبادر إلى ذهن الكثير ممن يعانين من تساقط لشعرهن بكثرة فيتساءلن هل يمكن للتساقط أن بصل إلى حد الصلع الرجالي أم سيكون محدد في مناطق ضيقة، أنه لابد أولاً من تحديد نوعية التساقط هل هو مصحوباً بتلف في البصيلات أم لا؟ فإذا كانت البصيلات غير تالفة يكون هناك أمل كبير في العلاج وتسمى حالة الصلع هذه (scarring alopecia non)، أما إذا كانت البصيلات تالفة فالأمل في الشفاء ضعيف أو غير موجود وهذه الحالة من الصلع تسمى (scaring alopecia)».

ويحدث الصلع غالباً نتيجة اجتماع العامل الوراثي مع وجود خلل في هرمونات الذكورة وهذا يحدث غالباً عند لتقدم في العمر حيث يتحول الشعر السميك إلى شعر رقيق وبذلك يتضح أن الصلع يكون سببه وراثياً يرجع إلى انتقال العوامل الوراثية من أحد الأبوين أو انتقال الجين (AD) السائد ويؤثر الصلع على توزيع بصيلات الشعر نتيجة لتأثير هرمون الذكورة «تستوستيرون» testosterone ويكون الصلع في الغالب في المنطقة الأمامية والخلفية من فروة الرأس حيث أنهما أكثر تأثراً بهرمون التستوستيرون، ومن الغريب أن هرمون التستوستيرون يؤثر أيضاً على منطقة الذقن والشنب ولكنهما لا يتأثران ولا يصابان بالصلع، ويعد هرمون «dihyrotestosterone» هو الأكثر نشاطاً وتأثيراً على بصيلات الشعر وهذا الهرمون هو هرمون التستوستيرون ولكن بعد تحوله تحت تأثير أنزيم يسمي (5a – reductase enszyme) وهذا الأنزيم له نوعين هما DHT1 ,DHT2 الذي يسبب زيادة في الشعر في المناطق التي تعتاد على هرمون الذكورة «Androgen» كمنطقة العانة ويسبب نقص الشعر في أماكن أخري لا تعتاد على هرمون الذكورة مثل فروة الرأس، وقد لوحظ أن المناطق المصابة بالصلع تحتوي على نسبة مرتفعة من أنزيم « DHT & 5a-reductase enzyme.».

ويختلف الصلع من الرجال إلى النساء في أن النساء يوجد عندها أنزيم يسمى «cytochrom p450» وهذا الأنزيم من وظائفه هو تحويل هرمون التستوستيرون وهو الهرمون الذكري إلى هرموني«estradiol» أو «estrone» وهي هرمونات الأنوثة تحمي النساء من الإصابة بالصلع ويحمي البصيلات الأمامية من الشعر من التساقط 6 مرات أكثر من الرجال وبالتالي لا يمكن لخط الرأس الأمامي عند المرأة أن يتأثر بمشكلة تساقط الشعر ، كما أن هرمون التستوستيرون يفرز أساساً عند الرجال من الخصيتين ولكن عند النساء الهرمونات الذكرية يتم تحويلها ببطء شديد إلى «DHT» تحت تأثير أنزيم معين، فمعدل الهرمونات تكون بصورة عادية عند المرأة ويكون الصلع عند النساء أقل وضوحاً ويكون في أغلب الحالات عند التقدم في العمر، ولكن عند الرجال يمكن أن يحدث في سن مبكر جداً فيحدث أحياناً في فترة العشرينات ويبدأ الصلع أن يزحف تدريجياً حتى يصيب وسط فروة الرأس أما عند النساء يكون الأمر أخف من ذلك حيث يصبح الشعر رقيقاً وأقل سماكة ويبدأ في الزحف تدريجياً حتى يحدث الصلع.

تشخيص الصلع وعلاجه :

يعتمد تشخيص الصلع بشكل أساسي على فحص تاريخ المرض وتحليل الهرمونات ومعدلات وجودها في الدم وإجراء دراسة على الشعر من خلال استخدام «Trichogram» وإجراء فحص إكلينيكي، وهناك أمراض شبيهة بالصلع مثل الذئبة الحمراء والثعلبة وخلل هرمونات الغدة الدرقية ونقص الحديد فلابد من التفرقة أولاً بين هذه الأمراض وبين الصلع لمعرفة التشخيص الصحيح للمرض.

ويوجد عدة علاجات للصلع على حسب الحالة وعلى حسب السبب الذي أدى إلى حدوث الصلع، ومن الأفضل اكتشاف المرض في وقت مبكر فكلما اكتشف مبكراً كلما كان العلاج أفضل وأسهل وأسرع، ويمكن اللجوء إلى العلاج التجميلي مثل زراعة الشعر إذا كان المريض لا يفضل استخدام الأدوية.