تسبب الحساسية مصدر إزعاج شديد لكثير من المصابين بها على الرغم من أنها ليست من الأمراض الخطيرة، ولكن أسباب الإزعاج والقلق ترجع إلى الأعراض التي تصاحبها، خاصة إذا كانت مصحوبة بنزلات البرد و الزكام معها، الأمر الذي يترتب عليه تأخر الحصول علي العلاج المناسب لها. أما عن الحساسية الموسمية فهي تسمي كذلك نظراً لأنها من أحد الأمراض التي يرتبط ظهورها بموسم محدد، وفي الأغلب يكون هذا الموسم هو بداية فصل الربيع، وذلك بسبب كثرة إنتاج النباتات لحبوب اللقاح في هذا الموسم من العام والتي يطلق عليها علميا موسم إنتاج حبوب الطلع وهى الحبوب التي تنتشر بكثرة في الهواء وتتناقل عبر الحشرات والرياح والمياه.
دليلك لتتخلصي من مشكلة الحساسية الموسمية
أسباب الحساسية الموسمية
قد تكون الحساسية مرضية، أو تنتج عن عامل وراثي أو أمراض مكتسبة بسبب عوامل أخرى، وتتعدد أسباب الإصابة بالحساسية حيث تشمل ملوثات الهواء الجوى، الغبار والأتربة، العفن، رائحة العطور، التدخين، العدوى، والهرمونات، مكسبات الطعم والرائحة التي تضاف إلى الأطعمة، الدخان الناتج عن الحرائق، أو عند استخدام البرفان أو مساحيق الغسيل المختلفة.
ولكن كيف تتعاملي مع هذه الحساسية الموسمية؟ هذا هو السؤال الذي يحتاج إلى إجابة مقنعة ومنطقية. أولا يجب عليك أن تعرفي كل شيء جيداً حول الحساسية الموسمية، وتعرفي أسبابها وكيف يمكنك أن تفرقي بينها وبين نزلات البرد و الزكام ؟كما يجب أن تتعرفي على طرق الوقاية والعلاج منها.
أعراض الحساسية الموسمية
أعراض الحساسية الموسمية متعددة ويشعر بها المصاب؛ فتؤدي بهم إلي الأرق والعطس المستمر، والضيق، والإرهاق، الحكة، والصداع، وسيلان بالأنف، وتدميع واحمرار العينين، صعوبة وضيق التنفس،احمرار الأنف، احتباس الكلام بسبب حساسية الحبال الصوتية. وقد يستمر هذا الإحساس لعدة أسابيع، وقد تكون الإصابة دورية على مدار الموسم نفسه وقد تكون متكررة بنفس الأعراض في نفس التوقيت من كل عام.
كيف تفرقين بين الحساسية الموسمية والزكام
كثير من السيدات لا يملكن المؤشرات التي تساعدهن في التفرقة بين أعراض الزكام ونزلات البرد وبين أعراض الحساسية الموسمية، ويرجع السبب في ذلك إلى التشابه الكبير بينهما، فكلاهما مصحوب بالشعور بضيق التنفس والعطس المتكرر، رشح الأنف، الأرق، الصداع أحيانا ولكن ليس معنى هذا انه لا توجد فروق جوهرية واضحة للتفرقة بين الحالتين. بالطبع، هناك فروق كبيرة تستطيعي من خلالها تحديد الفرق بين الحساسية الموسمية ونزلات البرد والزكام بوضوح ومنها عل سبيل المثال:
الفترة الزمنية
من المعروف أن نزلات البرد لا تدوم لفترات طويلة فهي تستمر على أقصى مدى 10 أيام، ويمكنك التخلص منها في فترة أقل من ذلك، عن طريق تناول الأدوية وفيتامين C وبعض المضادات الحيوية، والسوائل الدافئة، وبالمقارنة بالحساسية الموسمية فهي تمتد لفترات أطول من ذلك وقد تصل إلى عدة أسابيع وفي بعض الحالات قد تستمر لعدة أشهر متتالية.
درجة حرارة الجسم
في حالة الإصابة بالإنفلونزا ونزلات البرد ترافقهما دائما ارتفاع في درجة حرارة الجسم بخلاف الحساسية الموسمية فهي غير مرابطة بارتفاع درجات الحرارة. مخاط الأنف : يلاحظ أن في كلا الحالتين تكون من ضمن أعراضهما الإصابة برشح وخروج مخاط من الأنف، ولكن في حالة الأنفلونزا يكون المخاط ثقيل مائل إلى الصفرة أما في حالة الحساسية الموسمية يكون المخاط رقيقاً إلى حد ما ويتسم بشفافيته.
حرقة العين
في اغلب الأوقات تكون حالة نزلات البرد لا يصاحبها أعراض متعلقة بالعين من قريب أو بعيد، ولكن في حالة الإصابة بالحساسية الموسمية فإن حرقة العين والتهابها وإفراز العين عرض رئيسي ويظهر واضحا عند المصابين بها.
نصائح للحد من أعراض الحساسية الموسمية
علي الرغم من عدم وجود علاج نهائي وفعال للقضاء على الحساسية الموسمية إلا أنه لا يجب الاستسلام لها أو التسليم بأنه لا فائدة من العلاج، ولكن يجب عليك التعامل معها علي إنها أمر واقع ولابد من التكثيف معه والبحث عن وسائل لمواجهته، وقد تلاحظ مؤخرا أن الأطباء اجتمعوا علي تحديد عدة نصائح تناسب مرضي الحساسية الموسمية للحد أو التقليل من أعراضها، كما يمكن للأصحاء التعامل مع هذه النصائح لكي يتجنبوا الإصابة بالحساسية الموسمية ومن هذه النصائح :
- تجنبي تربية الحيوانات الأليفة مثل القطط والكلاب وغيرها داخل منزل المرضي المصابين بالحساسية.
- تجنبي ملامسة الطيور مباشرة وخاصة ريش الطيور المنزلية.
- المواظبة على الاستحمام عند العودة للمنزل.
- استخدمي المحلول الملحي في الاستنشاق فهو ينظف الأنف ويقتل الجراثيم والميكروبات التي تتعلق به أثناء تواجدك خارج المنزل.
- محاولة ارتداء الكمامة الطبية على الأنف والفم، وخاصة أثناء فترة الربيع، وأثناء الخروج من المنزل.
- استخدمي غسول طبي أو مطهر للعين وخاصةً المرضى الذين يتعاملون مع مناطق بها أتربة أو غبار أو أراضى زراعية.
- تجنبي الاحتفاظ بالزهور أو المزروعات الطبيعية داخل المنزل وخاصة غرف النوم للمرضى.
- احرصي على إغلاق نوافذ المنزل أثناء بداية موسم الربيع، لمنع دخول حبوب اللقاح وكذلك إغلاق نوافذ السيارة عند السفر لمسافات طويلة أو مناطق زراعية.
- توخى الحذر عند نشر الملابس خارج المنزل وذلك لأن حبوب اللقاح قد تلتصق بها وتنتقل للمريض
- تجنبي الجلوس في مناطق بها غبار وأتربة ودخان.
- ممارسة التمارين الرياضية، فالتمارين الرياضية لها دور كبير في علاج الإرهاق وتنشيط الدورة الدموية وتوجه الأعراض التي تصاحب الحساسية الموسمية، ولكن، يجب ممارسة الرياضة في الهواء الطلق وفى أماكن نظيفة وبعيدا عن الحدائق العامة والزراعات ويفضل ممارستها في الصباح الباكر.
التدابير اللازمة لتقليل أعراض الحساسية الموسمية
تعتبر مضادات الهيستامين من الوسائل الأولية والهامة التي يلجأ إليها الطبيب في التعامل مع مرضى الحساسية الموسمية للقضاء على حالات العطس المتكرر أو حرقة أو حكة الأنف والعين وسيلان الأنف، ولكن يجب استخدامها بحذر وتحت إشراف الطبيب لأنها قد تسبب آثار جانبية مثل صداع، والدوار، جفاف الحلق، واضطرا بات الجهاز الهضمي، وخفقان بالقلب، والنعاس، كما يجب منع تناول بعض هذه المضادات للسيدات أثناء فترة الحمل أو الرضاعة الطبيعية.
وينصح بعض الأطباء باستخدام هذه المضادات قبل بداية موسم الحساسية بفترة أو قبل حلول فصل الربيع بهدف تخفيف الأعراض المصاحبة ومنح الجسم فرصة لمواجهة هذه الأعراض.
أيضا يمكن استخدام قطرة مرطبة للعين لمنع الحرقان، والالتهابات المصاحبة أثناء موسم الحساسية، كذلك استخدام بخاخ الكورتيزون لعلاج تهيج الأغشية المخاطية، والتهابات الأنف وعلاج حساسية الصدر، كما يمكن استخدام حبوب الكورتيزون لعلاج نفس الحالات ولكن يجب عدم الإفراط في استخدامها نظرا لكثرة أضرارها، كما ينصح للمرضى الذين يعانون الحساسية الموسمية الاستحمام بالمياه الدافئة والاستنشاق بها أيضا وخاصة قبل النوم مع مراعاة غسل الأيدي بالماء والصابون أو استخدام مطهرات للقضاء على الميكروبات والجراثيم.
وفي النهاية نستطيع أن نقول رغم القلق والإزعاج المصاحبان للحساسية الموسمية، إلا انه بإتباع بعض النصائح وتوخى الحرص والحذر يصبح لتعامل مع الحساسية الموسمية غير مقلق كما تظن كثير من السيدات ولكن يجب التعامل معها بحذر وإتباع الأساليب الصحيحة للوقاية والعلاج.